شهد المجتمع السوري خلال الأيام القليلة الماضية عدة حالات اغتصاب وتحرش بأطفال لم يتجاوزوا الثامنة من العمر ، ونقلت وسائل الإعلام السورية والعربية عددا من الحالات التي وصفت " بالوحشية " ابتداء بالطفلة "خولة " التي شهدت حالتها تغطية إعلامية مكثفة وانتهاء ( حتى وقت قريب ) بالطفلة "هبة " التي يبلغ عمرها ثلاث سنوات ، مروراً بغيرها من الحالات التي رصدها عكس السير ونشر تفاصيلها وقت حدوثها .
وتصدرت محافظة حلب خلال الفترة الماضية لائحة حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال بين المحافظات السورية ، حيث شهدت حلب وحدها وخلال أقل من شهرين ست حالات بينها ثلاث حالات اغتصاب مقترن بالعنف ، فيما شهدت محافظة ادلب القبض على شاب تحرش بسبع فتيات على مدار عامين " فيما تكتمت بقية المحافظات عن حالات الاعتداء الجنسي على الاطفال " وذلك بحسب عدة باحثين ، الأمر الذي استوجب البحث في أسباب ودوافع ونتائج وطرق العلاج من هذه الظاهرة التي أكد جميع الباحثون والمفكرون الذين التقى بهم عكس السير أنها " متنامية " .
وقبل البدء في البحث بالظاهرة لابد من تعريف وتحديد مفهوم " العنف الجنسي ضد الأطفال " ، حيث يتفق جميع الباحثين في مجال حقوق الطفل حول تعريف العنف الجنسي ضد الأطفال بأنه " أي نشاط جنسي يقع ضد الطفل غير كامل الأهلية من شخص بالغ ، والذي يشمل الإعتداءات الجنسية المباشرة أو الاعتداءات اللفظية أو العاطفية التي تأخذ عدة أشكال ، ككشف أعضاء الطفل التناسلية ، أو ملامسة ، أو ملاطفة من نوع خاص ، أو تعريض الطفل لصور وأفلام فاضحة ، أو التلصص على الطفل, كمراقبته ساعات الاستحمام أو ساعات تبديل الملابس ،أو إجباره على أعمال مشينة غير أخلاقية كإجباره على التلفظ بكلمات نابية ، وانتهاء باغتصاب الطفل جنسيا ً بصوره المعروفة الطبيعية كانت أم الشاذة ".
أطفال ممزقين يبحثون عن العلاج ..
بعد أن تعرضت " هبة " للاغتصاب بشكل وحشي من قبل شاب في السابعة عشر من عمره نقلت إلى مشفى الأطفال الوطني بحلب ، ولازالت تقبع فيه ، وقال مدير المشفى الدكتور " أحمد الشيخ " في تصريح سابق لـ عكس السير " إن هبة تعاني من تمزق وتهتك بمنطقة العجان ومن فوق الشرج حتى المهبل " وتحتاج لعدة عمليات جراحية .
وسبقتها بذلك الطفلة " خولة " ابنة الأربع سنوات والتي أجري لها عدة عمليات جراحية قبل أن يقوم الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته بزيارتها في منزلها ، فتم إرسالها لتلقي العلاج في بريطانيا ، حيث عادت قبل فترة وهي الآن تقبع في منزلها وترتاد المشفى بين الحين والآخر .
كما ضج الشارع السوي العام الماضي لما حدث مع الطفلة "ناية " البالغة من العمر 8 سنوات التي تعرضت للاغتصاب وتشويه جسدها ورميها عارية من الطابق الخامس من عمارة غير مسكونة في حمص .
وفي الوقت نفسه يحتار آباء في علاج أطفالهم الذين تعرضوا لصدمة نفسية ، أو فقدن بكارتهن وهن في سن العصافير في حوادث بقي معظمها طي الكتمان خشية من " الفضيحة " .