السباحة من أفضل الرياضات.. ولكن!!
تشير الإحصائيات أن حوالي ألف أمريكي يصابون بحالات مرضية بسبب الذهاب إلى المسابح العامة سنويا. وتكون الإصابات عادة هي حالات الإسهال بسبب تلوث الماء.
أفادت التقارير الأمريكية الصادرة عن الحكومة أن عدد كبير من المسابح يتم اغلاقها سنويا بسبب تشكيلها خطر على الصحة العامة حيث ثبت أن بعضها لا يضيف كميات كافية من المواد المطهرة كما أن هناك الكثير من حالات ضعف نظام التنظيف الدوري الذي تزود به البرك عادة.
لذلك تقوم الحكومة بحملة شاملة لتوعية المشرفين على المسابح لزيادة الوعي بقوانين الصحة العامة كما توجه في نفس الوقت حملة أخرى لتوعية مرتادي المسابح بضرورة الوعي الصحي حيث ركزت الحملة على التنبيه على رواد المسابح بضرورة عدم استخدام البرك في حالة كانوا يعانون من الإسهال.
كذلك يعد استخدام الأطفال للمسابح من اكثر وسائل انتشار الأمراض حيث أن الأطفال كثيرا ما يتبولون في البرك مما يزيد في انتشار الأمراض خاصة بين الأطفال أنفسهم.
يخلص الأطباء إلى ضرورة مراعاة الشروط الصحية حتى يتم تجنب انتشار الأمراض ويضيف العلماء أن البرك العامة التي لا يراعى فيها الشروط الصحية قد تكون عاملا مهما في انتشار الأمراض الخطيرة وبسرعة مذهلة لذلك يجب الحرص دوما عند ارتياد مثل هذه المسابح.
ولتفهم المشكلة بشكل أوسع قامت مراكز مكافحة الأمراض في الولايات المتحدة مؤخرا بدراسة 22000 حمام للسباحة وجمعت بيانات ومعلومات حول هذه الأماكن. وعلى الرغم من أن أجهزة الترشيح (الفلترة) يحصل فيها انسداد بشكل كبير، إلا أن جولات لتفتيش على هذه الأحواض لا يسمح بها لأكثر من ثلاث مرات سنويا.
وقد أظهرت الدراسة معلومات مخيفة حول أوضاع الحمامات مثير البحث ومنها ما يلي:
· كشفت الدورات التفتيشية على أحواض السباحة أن خمسين بالمائة منها ارتكبت مخالفة واحدة على الأقل.
· في 8 بالمائة من الحالات، كشفت الدراسة عن مخالفات عديدة في المناطق القريبة من أحواض السباحة.
· أظهر حوالي 40 بالمائة من أحواض السباحة مشاكل متعقلة بالتركيب الكيماوي لمياهها مما يعني أن الجراثيم تستطيع النمو فيها بسهولة.
· كذلك أظهر 40 بالمائة من هذه الحمامات مشاكل في أنظمة الفلترة مما يشير أيضا إلى أن الجراثيم يمكن أن تلوث المياه فيها.
· ووجد أن واحدا من بين كل خمسة أحواض للسباحة يواجه مشاكل إدارية يمكن أن تؤدي إلى صيانة غير كافية.
كذلك كشفت البيانات التي تم جمعها من الجولات التفتيشية على هذه المسابح ما يلي:
· في واحدة من كل أربعة مسابح للأطفال كانت هناك خروقا تتعلق بعملية التعقيم بالكلورين.
· تعاني 14 بالمائة من الأحواض الخاصة بالمعالجة الطبية من مشاكل تتعلق بالتعقيم بمادة الكلورين .
· كذلك وجد أن 8 بالمائة من الأحواض التابعة للفنادق تعاني من مشاكل التعقيم بالكلورين.
ووجد أيضا أن 50 بالمائة من المسابح في المدارس والجامعات تعاني من مشاكل الفلترة.
نصائح للسابحين
· لا تذهبوا إلى المسابح إذا كنتم تعانون من الإسهال.
· لا تبتلعوا المياه أثناء السباحة.
· حافظوا على النظافة في المسابح واغسلوا الأيدي.
· اذهبوا إلى المراحيض بانتظام أثناء فترة السباحة وخاصة للأطفال.
ومن جانب آخر، يستخدم الكلورين منذ مدة طويلة في تعقيم أحواض السباحة ويمكن لهذا العنصر أن يكون السبب الذي يقف وراء الزيادة الهائلة في حالات الربو لدى الأطفال بحسب دراسة نشرت مؤخرا.
وتثير الدراسة الجديدة القلق لان الأطفال الذين يعانون من الربو يتم تشجيعهم على السباحة بسبب أن هذه الرياضة تتم ممارستها دون التأثير على الجهاز التنفسي .
ونتيجة للدراسة دعا الباحثون إلى اتخاذ خطوة من شأنها اللجوء إلى معقمات لمياه أحواض السباحة لا تحتوي على مادة الكلورين والى تحسين نوعية الهواء حول أحواض السباحة لتقليل مخاطر الإصابة بالربو لدى الأطفال.
ويعاني حاليا طفل من بين كل سبعة في بريطانيا تتراوح أعمارهم بين 2 – 15 سنة من الربو وقد ارتفع هذا المعدل ستة أضعاف ما كان عليه في غضون الخمسة والعشرين سنة الماضية.
قام فريق من العلماء من الجامعة الكاثوليكية في بلجيكا بدراسة حالات اكثر من 200 طفل في المرحلة الابتدائية في البلاد يمارسون السباحة بانتظام في المسابح الداخلية . ونشرت نتائج الدراسة في مجلة الطب المهني والبيئي.
وجد الباحثون أن الأطفال الذين كانوا يمارسون السباحة بانتظام ، كانوا أكثر احتمالا للتعرض للتلف في خلايا الرئة .
وأظهرت الدراسة أن الأطفال الذين مارسوا هذه الرياضة بشكل اكثر من غيرهم حدث تلف في الرئتين لديهم يشبه التلف الذي يحدث في رئة المدخنين كذلك وجد أن الأطفال الذين كانوا يقضون وقتا أطول في أحواض السباحة كانوا أيضا اكثر عرضة للإصابة بالربو وكانت الصلة بين الأمرين أقوى بين الأطفال الأصغر سنا.
قال الدكتور ألفرد برنارد الذي رئس فريق البحث إن المسألة تحتاج إلى معرفة ما إذا كان من الحكمة استخدام مواد معقمة لا تحتوي على الكلورين في أحواض السباحة في المستقبل أو على الأقل تحسين نوع ماء الحوض المغلق والهواء من حوله .
من جانبه عال البروفيسور مارتين بارتردج، رئيس المستشارين الطبيين لدى الحملة الوطنية للربو ،" إن الدراسة مهمة وإن تعرض أي طفل لمادة كيماوية قد بحدث تلفا في المجاري التنفسية لديه، مسألة مثيرة للقلق بشكل واضح".
واضاف "ولكن يجب اتخاذ أقصى الحذر أثناء تفسير هذه الصلة حيث أن من غير المحتمل لحوض السباحة ، بحد ذاته على الأقل ، أن يكون السبب في تفاقم وزيادة حالات الربو".
وتابع قائلا إن المشاركة في السباحة إحدى العوامل في أنماط الحياة الغربية التي لها علاقة في زيادة خطر الإصابة بالربو وفي الوقت الذي ترحب في بالدراسة فإننا بحاجة إلى الكثير من العمل في هذا المجال قبل أن يكون بمقدورنا الوصول إلى استنتاجات واتخاذ الإجراءات اللازمة للتغلب على وباء الربو".
ومن الجدير بالذكر هو ما توصل إليه العلماء الألمان من أسلوب واعد وفعال باستخدام أشعة الشمس في مكافحة جراثيم المسابح وبالتالي وضع حد للأمراض التي قد تنتقل بسببها وبنفس الوقت تخليص السابحين من رائحة الكلور المزعجة واحمرار العيون.
وكتب علماء جامعة دار مشتادت التقنية في مجلة "ناشيونال جيوغرافي ـ ألمانيا" أن الطريقة الجديدة تحول الحوض والمياه إلى "مفاعل ضوئي" لقتل الجراثيم الموجودة في الماء وتتطلب الطريقة تقوية قدرات أشعة الشمس، التي لا يشك أحد بفاعليتها على التطهير من الجراثيم، بواسطة طبقة خفيفة من طلاء خاص تطلى بها أرضية وجدران الحوض.
وذكرت المجلة، أن الطلاء الجديد يحتوي على جزيئات من أكسيد معدني معين لا يؤثر على البشر، لكنه يعمل بمثابة عامل مساعد للشمس في تأدية مهمة قتل البكتيريا والفطريات وما إلى ذلك، وتطلق طبقة الطلاء المعدني المتأكسد تفاعلا ضوئيا ـ كيماويا حال سقوط أشعة الشمس عليه من الخارج.
والآثار الجانبية لأحواض السباحة في الصيف لا تخفى على أحد حيث انه وبالرغم من فوائد السباحة العديدة وما يترتب عليها من شعور بالنشاط والسعادة فإن لها سلبيات تؤثر على صحة الإنسان وتصيبه بالعديد من الأمراض مثل الأمراض التناسلية والجلدية والعضوية وهي أمراض تؤدي الإصابة بها إلى فترة علاج طويلة قد تمتد إلى أشهر عدة.
ويجب أخذ الحيطة والحذر باعتبار أن هذه الأحواض مفتوحة للجميع وقد تكون وسطا معديا ومن المهم خضوع مستخدمي الأحواض لفحص طبي دوري للتأكد من خلوهم من الأمراض الجلدية المعدية. وحول هذا الموضوع حذر العديد من الاستشاريين في الأمراض الجلدية والتناسلية والأنف والأذن والحنجرة ، من احتمال الإصابة بأمراض تنتج عن سوء اختيار أحواض السباحة مشددين على ضرورة التأكد من نظافة المكان ووجود نظام الأمن والسلامة فيه إلى جانب ضرورة التأكد من تغيير المياه يوميا.
ومن جانب آخر ، تعتبر السباحة أهم وسيلة لمساعدة الجسم على الاسترخاء و الارتياح النفسي. حيث تعد من أهم الرياضات التي يمكن أن يمارسها الإنسان وإحدى الطرق العلاجية عند كثير من الأطباء الذين يصفونها كطريقة علاجية لمرضاهم باعتبارها تساعدهم على تحريك أعضائهم حتى يتم لهم الشفاء. لذلك فهم يتقصدون السباحة صيفا وشتاء في المياه الدافئة.
وهناك الكثير ممن يمارسون السباحة كوصفة علاجية وطبية مثلها مثل أي دواء يساعد على الشفاء وتحصين البدن من عدة أمراض.
والجدير بالذكر أن السباحة تجعل القلب و الرئتين في حالة هوائية جيدة كما تلين جميع العضلات في الذراعين و الساقين ولا ينصح بممارستها للأشخاص المفرطين في البدانة.
فقد أثبتت الدراسات التي أجريت في كل من جامعتي ستانفورد وتكساس أن الغمر المائي و السباحة لا يحققان نقصا في الدهون خلافا لجسم العداء الذي يتخلص من الوزن بقدر الإمكان لتوفير السرعة و الرشاقة فان الجسم و للشخص الذي يمارس السباحة يميل للاحتفاظ بالدهون لتوفير الدفء و إمكانية الطفو خلال التمرين .وبعبارة أخرى فالسباحة تمرين هوائي ممتع ، ولكن يفضل إضافة بعض التمارين الأخرى على برنامج التدريب بالنسبة للأشخاص المفرطين في الوزن.
إن تمرين السباحة لا يزيد ولا ينقص من كمية الدهون عند الشخص فإذا كان الشخص لديه دهون بنسبة 35 % فسوف لن يتغير لا زيادة ولا نقصان عن الحد بسبب السباحة.وإذا كانت نسبة الدهن قليلة عند الشخص مثلا 12 % فقط تظل و تبقى كما هي.